الـملخص
"مبارك!! لقد تم قبولك متسابقاً في مسابقة الأدباء الشبان لأدب
الرعب..
أحزم حقيبتك و أحضر كل ما يلزمك فسوف تكون الحافلة أمام منزلك بعد ثلاثة
أيام في الساعة الثامنة صباحاً لتنقلك إلي ميناء مدينة برايتون، حيث نستقل الباخرة
إلي جزيرة المارد حيث ستقام المسابقة في ثلاثين يوماً بين عرض البحر و الجزيرة...
و أخشي أن الأسئلة غير محببة في هذه المسابقة لذا لا تسأل !!!
لا تسأل أبداًَ ...
************************
الـــقــــصـــة
أخرجت "بولان"
حقيبتها البيضاء من خزانة ملابسها ، فحصت الشماعات بعينيها ومدت يديها الصغيرتين
لتزيح قطعة قطعة عنها وتضعها في الحقيبة بترتيب، بينما دخلت سيدة في أواخر
الأربعينات نظرت إلي ما تفعله بحيرة ما لبث أن تحول لغضب محزن ثم قالت بصوت مرتفع
:
" أأتممتِ الإجراءات دون
علمي ؟"
نظرت "بولان"
لوالدتِها بابتسامة رقيقة و هي تتوجه إلي المكتب المرتكز بجانب فراشها الصغير
لتغلق حاسوبها الشخص متحاشية النظر إليها قائلة بصوت هادئ :
"أمي أنتِ تعلمِ أنني
اشتركت في هذه المسابقة منذ أن تقدمت إليها، كما أنها فرصة جيدة جداً لي فيجب ألا
أضيٌعها "
دخلت السيدة "سوزانا"
وجلست بوهن علي الفراش الصغير و نظرت لأبنتها بحزن و هي تقول :
" لكنني لم أكن أعلم أنكِ
سوف تظلين شهراً بعيداً عن جامعتك وعن البيت "
وضعت "بولان"حاسوبها
الشخصي في حقيبتها و جلست بجانب والدتها ، و التقطت يديها في حب قائلة:
" أمي هذه فرصة عمري و لن
تتكرر ثانياً، و من الجنون أن أتركها تذهب هكذا"
"هذه الرحلة خطرة يا أبنتي
،صدقيني فأنا أعرف ما أقول ، أنتِ لا
تعرفي قلب الأم "
التقطت "بولان" يديها
و قبلتها ، وابتسمت قائلة:
" لذا أرجو رضاءكِ يا أمي
لأكون بخير "
ابتسمت "سوزانا" بحزن
و لمست شعر أبنتها البلاتيني و همست :
" كم أنتِ عنيدة
"بولا" ، فليحرسكِ الله يا
أبنتي "
و تركتها والدتها لترتب باقي
أغراضها فالحديث لن يجدي نفعاً مع هذه الطفلة العنيدة، تنهدت "بولا"
ونهضت من مكانها متوجه إلي مكتبها و أخرجت من أحدي الأدراج مجلد أسود اللون كبير
نوعاً ما و قلماً أسود كلون المجلد و وضعتهما بجانب حاسوبها الشخصي في حقيبتها قبل
أن تغلقها و ترفعها من أعلي الفراش لتضعها بجانب باب غرفتها ، ثم توجهت لتستلقي
علي فراشها و بنظرة جانبية لمحت المجلة التي التقطتها لتقرأ إعلان المسابقة مرة
أخري .
" تعلن مؤسسة دار روزا
لينا سفير" عن إقامة مسابقة للأدباء الشبان في أدب الرعب ،و إلي كل من يريد
المشاركة لا عليه سوا إرسال بياناته كاملة
مع دراسة مختصرة جداً عن سلسلة أعمال دراكولا تشمل أماكن البحث الذي يريد أن
يستكشفها من خلال دراسته للسلسلة إلي عنوان المجلة و سيتم إرسال أسماء المقبولين
في المسابقة علي عناوينهم .. و للمقبولين سوف تحظوا جمعياً برحلة بحرية ثم المكوث
في أحدي الجزر لكتابة قصة مستوحاة من البحر أو من تلك الجزيرة في خلال ثلاثين
يوماً مدة الرحلة ، و الفائز الذي سوف يكتب القصة الأفضل و الإسراع ، فسوف يفوز بنشرها علي حساب المؤسسة بجانب
الجائزة الكبرى و هي المليون دولار ليبدأ طريقه كباحث في عالم ما وراء الطبيعة .
لذا هذه المسابقة إلي كل من
يملك أنف الباحث في عالم ما وراء الطبيعة و العوالم الذي لم يجرؤ أحد علي تخطِيها
و يملك بجانبها الموهبة الكتابية"
تنهدت "بولان" مرة
أخري ثم أخرجت الظرف الرمادي القاتم من بين ورقيات المجلة ، الظرف لا يحمل سوا
أسمها فقط مكتوب بلون أحمر قاتم كالدم أخرجت منه الورقة الصغيرة الرمادية التي لم
يقشع رمادها سوا لون الدم في كلمات موجزة عن قبولها في المسابقة وموعد السفر ، و
ضعت المجلة و الظرف بجانبها و هي تحضن وسادتها في سعادة ، فهي لا تريد إضاعة هذه
الفرصة ، فكم تمنت أن تصبح كاتبة و باحثة في ذلك العالم و ليس ذلك العالم فقط بل
كانت تود أن تصبح باحثة في جميع مجالات الكتابة و لكنها تريد البدء بهذا المجال لا
غيره و هذه المسابقة هي بدايتها ليس فقط من أجل نشر روايتها ولكن الجائزة النقدية
سوف تساعدها كثيراً في بدء طريقها في البحث و توسيع دائرة إطلاعها، أغمضت عينيها
في هدوء متمنية الفوز ...
***********************
تحمل حقيبتها البيضاء و هي متجه
في خطوات رشيقة إلي الحافلة ، ثم تضعها بجانب مسقط الحقائب منتظرة مساعدة السائق
في حمل الحقيبة فأسندت جسدها الرشيق إلي الحافلة و هي تضع القبعة لتحميها من أشعة
الشمس التي تجعل بشرتها كلؤلؤة بيضاء لامعة فبرغم بنطالها الجينز وقميصها المخطط
بلونين البن و العسل كالعسل المنبعث من مقلة عينيها اللذان يغطينها إلا أن لمعان
بشرتها كان ملحوظاً ثم التقطت ضفيرتها البلاتينية المعقودة خلف ظهرها و راحت تعبث بها غير عابئة
بنظرات الشاب الذي يقف علي بعد خطوط منها ينظر إليها بشهية غريبة ..
صعدت الحافلة بعد أن ساعدها
السائق في وضع حقيبتها، استقبلتها مضيفة الرحلة بابتسامة طفيفة ما لبثت أن تحولت
إلي ابتسامة واسعة. إمراة أنيقة في زي رسمي لازلت محتفظة بجمالها وهي في منتصف الأربعينات
.. تلتفت للجميع منادية أسمائهم من القائمة التي تحملها عدا خمس أسماء لم يجيبوا فقالت
بهدوء:
" يتبقي خمس دقائق
للانطلاق ، فلتتخذوا أماكنكم "
صعدت"بولان" الحافلة
المكتظة بالمتسابقين ، و جلست في المقعد الثاني الشاغر بجانب النافذة و هي تتلفت
حولها ناظرة للمجموعة المتسابقين الكثير الصخب خلف أذنها وعندما ألتفت سمعت
"كليك" و بعد ثوان أدركت أن الشاب الواقف بجانب المنسقة الذي يحمل
كاميرا هو من أخذ لها صورة فطارت من عينيها نظرات غاضبة جعلت الشاب يتقدم في خطوات سريعة منها و تتراقص علي شفتيه ابتسامة خبيثة ثم يقول في
لهجة هادئة :
" أنا "جاك"
المصور المعتمد للمسابقة "
نظرت له بطرف عينيها ثم أدرت
وجهها للنافذة بسبب تعالي الصيحات الصادرة من الحافلة لأختصصها بأول صورة من
كاميرا المصور برغم من تفاني الفتيات في اصلاح زيناتهن و بروز مناطق الجمال فيهن
لأجل أرضاء المصور الوسيم بعينه الخضرواتين و بشرته البرونزية اللامعة إلا أنها لم
تهتم و همست :
"رجاءاً لا تلتقط لي صور
مجدداً قبل الصعود إلي الباخرة ، فمن المفترض أن تبدأ بمتابعة المتسابقين من هناك
أليس كذلك ؟ "
وقبل أن يهم "جاك "
بالرد جاء صوت المنسقة عالياً :
" فلنتحرك!"
هم السائق بإدارة الحافلة عندها
قفز شاب إليها يرتدي بنطال جينز أزرق وقميص أسود و يضع كابً علي رأسه قائلاً بصوت
جوهري :
"معذرة ! لقد تأخرت قليلاً
"
ظهرت ابتسامة مستاء من بين شفتي
المنسقة و هي تقول :
" حسناً، لكن مهما يكن من
أمر من بالخارج في النهاية هم تخلفوا عن الموعد، لذا سننطلق الآن "
دخل الشاب بعد حديث المنسقة و
تعدي "جاك" بخطوتين و جلس علي المقعد بجانب "بولان" ، فبادله
بنظرة غضب و ابتعد ليتخذ مقعده خلف السائق بجانب المنسقة التي بمجرد تحرك الحافلة التفت
للخلف قائلة :
" أتمني لكم رحلة سعيدة
"
نظرت "بولان" للشاب
الجالس جانبها بطرفي عينيها العسليتين ، كان ناضجاً يرتدي نظارة طبية أنيقة أظهرت
لون الزمرد الأخضر في عينيه كورقيات نبات خضراء محفظة داخل منزل زجاجي أنيق و شعر
أسود ناعماً و بشرة بيضاء ، شعرت أنه لا ينتمي إلي هذه المجموعة من المراهقين
فارتخت في مقعدها بهدوء عندما سمعته بهدوء :
" دكتور "آدم
ديسون" "
ابتسمت بهدوء قائلة :
"بولان وتيل"
ابتسم " أدم " و قال
بصوته الرجولي :
"رقيق أسمك ، حسناً أتمني
أن تعذريني لعدم استأذني في الجلوس بجانبك و لكنني شعرت أن ذلك الشاب كان يضايقكِ
"
"أنه المصور المعتمد
للرحلة و قد التقط لي صورة بدون إذاني "
ابتسم "أدم" وهو ينظر
لسائل العسل بين عينيها قائلاً:
"اطمئني فلن يجرؤ علي
فعلها مجدداً "
ابتسمت "بولان"
بسعادة و استمرت في تجاذب أطراف الحديث معه طول ساعتين ، حتى وصلوا إلي ميناء
"مدينة برايتون"
*************************
وقفت "بولان" بجانب
"أدم" مبهورة النظرات لتلك السفينة العملاقة التي تحمل أسم "الجيند"
، لم تسمع بهذا الاسم من قبل فرفعت كتفيها في خفة قائلة :
"ما معني
كلمة"الجيند"؟
رفع "أدم" نظره عنها
و نظر إلي السفينة قائلاً بابتسامة:
"لم أسمع بهذا الاسم من
قبل ربما في وقتً لاحق سأعرف و أخبرك "
ثم قال بلهجة مسرحية مرحة :
"لكن الآن يجيب علينا حمل حقائبنا والصعود
للسفينة قبل أن تغادر ونبقي هنا وحدنا "بولان "
ابتسمت "بولان" في
خفة ثم نظرت إلي حقيبتها البيضاء الموضوعة جانبها ثم نظرت إلي "أدم" و
قالت بمرح:
"أيمكن أن تحملها لي ،أنها
ثقيلة جداً و سوف نتأخر إذا حملتها أنا "
ابتسم أدم و حمل حقيبتها و
حقيبته وسار أمامها و هي خلفه حتى دلفا السفينة ، فشهقت "بولان" بانبهار
لفخامة السفينة و كبر حجمها وكأنها فندق فاخر مشيد علي شاطئ مدينة"برايتون"
، وقفت تلاحق أنفاسها بجانب "أدم" الذي يرمق المصور في غضب إيذان
مشاهدته وهو يلتقط صورة أخري لـ"بولان" لكنه تمالك أعصابه ، فجاءه صوت
المنسقة الهادئ :
" ها قد وصلنا إلي بداية
المسابقة ، منذ هذه اللحظة يمكن لكل فرد هنا أن يفكر في قصته التي ستجعله الفائز ،
سيتابعكما المصور من حين لأخر لتصوريكم أثناء الرحلة ، الآن سنوزع الغرف : الغرفة
الأولي "باربرة ، إيما " ، الثانية"هليدا ، ألكيس" الثالثة " بولان ويتل " ، الرابعة
"أدم،روبرت " ، الخامسة" بيتر، زاك" السادس
"سام،مايك" ..أنكم أحدي عشر
متسابقاً في هذه السفينة وسط البحر و لا شيء حولنا غيره أنتم عنا فقط لتكتبوا قصة
مستوحاة من البحر أو من الجزيرة التي سوف تذهب إليها "
ارتفع صوت "سام" وهو
يقول في خبث :
"لكنني لم أسمع بتلك
الجزيرة من قبل ؟ و لما علينا البقاء في عرض البحر حتى نصل إليها ؟ "
جحدتهٌ المنسقة بغضب جعل عينيها
تتحول إلي اللون الرمادي القاتم و قالت بنبرة عالية :
" لا أسئلة هذا هو قانون
هذه المسابقة ، لا أسئلة أبداً ، إذا أردت المغادرة الآن فلتفعل و لن يمنعك أحد
"
ساد صمت قاتل بعد رنين كلماتها
الغاضب ، مما جعلها تهدأ قليلاً ثم هتفت في حدة :
"إذا تذكروا جيداً أنكم
هنا للكتابة فقط ، مواعيد الطعام ثابتة الإفطار في التاسعة ، والغذاء في الثالثة ،
والعشاء في الثامنة ، والآن إلي غرفكم جمعياً "
حمل "أدم" حقيبة
"بولان" و سار معها ، كان التوتر بدء يهدأ نوعاً ما فهبطا إلي القسم
السفلي حيث الغرف ، كانت تنظر للنقش الموجود في كل مكان في السفينة في محاولة
لتفسير معناه كان نقش لثعبانين ملتصقين يخرجان من جسد سلحفاة حولها دائرة مليئة
بالأرقام الملتصقة ببعضها إلي حافة الدائرة المنقوشة بنقوش تبدو كأحرف عبرية قديمة
منتهية بحرف العين ، شعور الرهبة الذي شعرت به و هي تنظر إلي هذا النقش شعور آتي
من داخلها، شعرت كأن النقش ينبض و ينبض و ينبض حتى كاد أن يخرج من الحائط و يقف
أمامها و ينبض في وجهها الذي تحول للون الدم ..
" بولان"
جلجل صوت "أدم"
كيانها و كأنه يخرجها من أعماق حلم غاصت فيه حتى العمق ،فكرر "أدم"
النداء مرة و أثنين و ثلاثة و كلما حاولت
"بولان" الصعود من العمق لتجيبٌ انحدرت أكثر و بدا صوت النبض عالياً
حتى أصبح صوت "أدم" بعيداً جداً
عنها ، ظل يردد أسمها و يهزها بكلتا يديه
و لم ترد و وجهها يزداد احمرارً و عينيها تحدق في النقش في جزع خائف ، لولا أنه
طبيب لقال أنها مصابة بأزمة قلبية و لكن نبضها طبيعياً فضاق به عجزه فاقترب منها و
قال بصوت مرتفع جداً بجانب أذنها :
" "بولان "
أرجوك أن تجيبِ "
شعرت أن الهوة التي تسقط فيها
تنغلق و ترفعها إلي أعماق نفسها بسلام ، حتى حركت عينيها يميناً و يساراً و أمسكت
رأسها بأناملها قائله :
"ماذا حدث ؟ أني أشعر
بالدوار؟"
ارتخت ملامح "أدم"
المتوترة و قال في هدوء :
"كنتِ تحدقين بالنقوش
بطريقة غريبة ، فيبدو أنكِ أرهقتِ عينيكِ و عقلك اليوم كثيراً ، هيا معي لتستريح
في غرفتك "
أؤمت "بولان" رأسها في استسلام فهي لا تعرف هل الذي حدث حقيقة أم
خيال من أثر دوار البحر ؟ ، وضع "أدم" حقيبتها في الغرفة و أجلسها برفق
علي الفراش و طلب منها أن تنام الآن و سيأتي في المساء كي يطمئن عليها ، بعد خروج
"أدم" تطلعت للغرفة فكانت أنيقة ومرتبة بها سرير صغير و مكتب أنيق و
خزانة صغيرة للملابس و مرحاض ملحق بالحجرة ، ثم ارتخت و هي تريح ظهرها للفراش ثم
أغمض عينيها في هدوء ، و هالة من الضوء الرمادي القاتم تراقبها من أمام الفراش
تراقبها في غضب ...
********************
استيقظت "بولان" في
الثامنة مساءاً و هي منهمكة من أثر حلم غريب ، حلم مليء بالأرقام و الحروف الغريبة
و حرفي عين يتكرر أمامها و هو ينبض ، أرقام وحروف كالتي علي النقش الموجود في كل
مكان في السفينة ، هي لا تعرف ما الذي حدث لها ؟ كل ما تعرفه أن النقش كان ينبض
بشدة و هي تهوي في الأعماق و صوت "أدم" يردد أسمها ، أمسكت برأسها تنفض
ما فيها و تحاول استعاد تركيزها حتى تكتب وتفوز و تعود لبيتها ، نهضت من فراشها و
اتجهت للحمام نزعت ثيابها و وقفت تحت المياه الباردة لتنشط دورتها الدموية من جديد
، لفت منشف حول جسدها الصغير و خرجت لتفتح حقيبتها أخرجت حاسوبها الشخصي و مجلدها
و وضعتهم علي المكتب ثم أخرجت جيبه بيضاء طويلة منقوشة عليها وردة فضية صغيرة و
قميصاً قطيناً وردي اللون عاري الكتفين ضيق من الأعلى ينتهي بحزم حرير وردي لينزل
واسعاً و شعر بندقي منسدل بخفة إلي أسفل ظهرها ، اتجهت إلي باب غرفتها و فتحته
لتجد "أدم" واقفاً يتطلع إلي البحر و ظهره للباب أغلقته خلفها و اتجهت
نحوه قائلة بمرح :
"ماذا تفعل هنا أيها
الطبيب ؟ "
استدار "أدم" و علي
شفتيه ابتسامة رجل ، لاشيء سوى ابتسام راجل وثياب راجل و كل شيء فيه بنكهة الرجولة
الجذابة ، حتى صوته الذي خرج من بين شفتيه بهمس مسرحي :
"أنتظر خروج السيدة
"بولان " من غفوتها الطويلة"
ابتسمت "بولان"
ابتسامة عذبة و هي تقول :
"كفي "بولان" و
ناديني "بولا" "
التقط يدها و كأنها ملكاً له
ويقول :
" إذا هيا يا "بولا"
إلي المطعم لتأكلي شيئاً "
كان المطعم هادئاً نوعاً ما لا
يوجد به سوا "ألكيس " مع "جاك" في جلسة حميمة جداً ، جعلت
"بولان" تطرق برأسها للأسفل ولا تري نظرات "جاك" الخبيثة التي
تشتهيها ، تجاذب "أدم" و "بولان" أطراف الحديث وعن أفكارهما و
كيف يمكن تطويرها ظل هكذا حتى الساعة الحادية عشر ثم سار علي ظهر السفينة حتى
غرفهم مجدداً ...
ارتمت "بولان" علي
فراشها و شبح ابتسامة علي وجهها ، سرعان ما تلاشى بسبب صوت الطن و الطبول و صوت
غناء غير مفهوم بكلمات غريبة و الآهات
الصادرة ، نعم أنها أهات تصدر من فتاة و فتي تسمعها جيداً نهضت من مكانها و اتجهت
إلي باب الغرفة و فتحته و وقفت حائرة سارت علي حيز الغرف قليلاً حتى بدا لها الصوت
قادم من أسفل هذا المكان ، سارت ثم سارت حتى نزلت درج طويل أبيض في نهايته غرفة
بيضاء واسعة ليس بها شيء سوا لوحة لسيدة ،
سيدة في ثوب أحمر قاتم من العصور القديمة تحمل عصا بيدها عليها ذات النقش الذي
رأته نقش لثعبانين ملتصقين يخرجان من جسد سلحفاة حولها دائرة مليئة بالأرقام
الملتصقة ببعضها إلي حافة الدائرة المنقوشة بنقوش تبدو كأحرف عبرية قديمة منتهية
بحرف العين ،و نظراتها حادة قوية كادت تقترب لتلمسها ولكنها تراجعت بعد أن اهتزت
الأرض من تحتها و كأنها سوف تنفتح فركضت إلي غرفتها و أغلقت الباب خلفها و هي
تنهدت من هول ما رأت و تسأل نفسها (من تلك المرأة؟ و ما سر هذا النقش الذي ينبض
كلما رأيته؟ و ما معني أسم السفينة "الجيند" هذا؟ " ، تنهدت في
حيرة و أغمضت عينيها محاولة للهدوء و الانتظار للصباح حتى تخبر "أدم"
ليشركها ما يحدث ؟ "
*********************
في السادسة من صباح اليوم
التالي كانت "بولان" تقف أمام غرفة "أدم" و تفكر في أحداث
ليلة أمس و ما رأته عند استيقاظها في الصبح ،رأت بجانب فراشها من الأسفل صورة
صغيرة جداً للنقش هي لم تعرف أنه موجود و لم تراه أمس فكيف تم نقشه علي الحائط ، و
مرة أخري وقعت عينها علي النقش و راح ينبض
بقوة و كأنه أمامها و ينبض و كادت أن تسقط في هاويته مجدداً لكن صوت
"أدم" أنقذها من سقوطها إليها :
" منذ متى تقفِ هنا ؟
"
جذبته إليها و هي تهمس في خفوت
:
"هنا شيء ما يحدث و لا
أستطيع تفسيره، يجب أن تعرف ما حدث بالأمس؟ "
و سارت معه و أخبرتً بكل ما حدث
لم تخفي شيئاً،و بدا علي وجه "أدم" التفكير فيما يحدث ، وبعد دقائق
طويلة تحدث بصوت حائر:
" لا أعرف يا
"بولا" و لكن ما يحدث من الممكن أن يكون بسبب المسابقة و الجو المحيط
بها "
حنقت "بولان" وجهها و
هي تقول :
" كلا أنا لا أتخيل فكل
هذا حدث بالأمس، هيا معي كي تشاهد الصورة المعلقة و النقش الموجود أسفل فراشي، أنا
واثقة أنني لم أتخيل شيء "
نهض"أدم" إلي المكان
الذي وصفته "بولان" و رأي الصورة كانت لامرأة من العصور القديمة ممسكة
بعصا أشبه بصولجان و عليها النقش ، حاول "أدم" رفع اللوحة من مكانها لكنه
لم يستطع لأن صوت الصرخة الذي سمعها كانت كافلة أن تجعله يهرول إلي حيث هي و كادت
"بولان" أن تركض خلفه كما أمرها لكنها عادت لتعيد اللوحة مكانها حتى لا
يلاحظ أحد ، وعادت إليها و جاهدت في إعادتها لمكانها و لكنها لمحت كلمة بخط أسود
ثقيل "الجندرلاك " ، ظلت ترددت داخلها مرات عديدة و ما أفاقها إلا صوت
الصرخات الذي انطلق من كل شفاه في هذه السفينة ، فركضت إلي مكانهما و هي تحاول
معرفة الرابط بين أسمين "الجيند" و "الجندرلاك" ...
*********************
كانت "بولان" تغطي
وجهها بكفيها و بدا عليها الخوف والحزن ، ليس هي فقط بل جميع من حولها يبدو كذلك
يقفون في نصف دائرة مفتوحة علي جسد مليء بالدماء مغطي بغطاء أبيض اغتصب بياضه
اللون الأحمر و الجميع يحدقون في صمت مريب ، حتى نهض "أدم" من أمام
الجسد و هو يقول في حدة :
"لقد اختفت أجزاء من جسده
بمعني أوضح تآكلت ! "
ساد صمت بعد جملته ولم يجرؤ أحد
علي الحديث حتى هو ، فالفتي الميت كان "سام" الهادئ الذي يجلس وحده كان
سليم حتى قبل نصف ساعة و اختفي ثم ظهر هكذا في غرفة فارغة ! ، و بعد لحظات مدوية
من الصمت قالت المنسقة في هدوء :
" هذا مؤسف حقاً ، ولكن
مازلت المسابقة لم تنتهي كلما ما هناك أننا سنمكث في الجزيرة حال الوصول و نترك هذا
العمل للشرطة "
أؤم الجميع رؤوسهم فهم ليس علي
استعداد لخسارة مليون دولار و نشر عمل ضخم ، فألتف كل منهما في صوب و ذهبت
"بولان" خلف "أدم" الشارد تماماً و هي غير مصدقة لما يحدث ،
كان شارداً في شيء ما يحاول إلا يصدقه فيحاول نفضٌ عن رأسه ثم قال كأنه يحادث نفسه
:
"لقد كان "سام"
علي وشك الدخول في علاقة هذا واضح لي لأنني طبيب و لقد تآكلت أجزاء جسدٌ في لحظتها
، تأكل نصف جسده تقريباً علامات الأسنان واضحة تماماً علي جزئه السفلي "
هممت "بولان" بشرود :
" زومي !!!"
انتفض "أدم" بجزع رغم
أنه كان يفكر فيما قالته لكنه لم ينطقها ، لم يستطع أن ينطقها فهي أشبه بالمستحيل
، فصرخ في حدة :
"هذا مستحيل أن يحدث ،
لابد أن معتوهاً فعل هذا ليحصل علي قصة رعب ، لكن هذا مستحيل تماماً"
ابتعدت عنه و هي خائفة من تبدلت
ملامحه للحدة و الغضب ، ركضت إلي غرفتها ، أغلقت الباب و استندت بجسدها عليه لتهدي
من أثار اللهث ثم فتحت عينيها لتري بعض الأوراق علي المجلد الأسود المفتوح علي
أحدي صفحاته ، اقتربت ببطيء لتري أوراق تعرفها جيداً ، أنها أوراق التاروت التي
تعرفها جيداً أمامها ستة أوراق منها ، ورقة الإمبراطورة ثم ورقة الساحر ثم ورقة
الناسك ثم ورقة القلعة ثم ورقة الشيطان ثم ورقة الكاهنة العظمي ثم ورقة الموت ،
حملتهم بأنامل مرتعشة تحاول قرأتهم ولكن بلا فائدة فهي لم تعرف و لن تعرف قرأتهم و
وقع بصرها علي الصفحة البيضاء التي غادرها بيضها و اكتست بلون الدماء بكلمة
"ساحرة الجندرلاك" في "قلعة الجيند" ، أمسكت المجلد وهي غير
مصدقة لما يحدث أنها دماء حقيقة وليست
لون أحمر ثم استدرت و كأنها تذكرت شيئاً فركضت إلي الغرفة البيضاء الصغيرة أسفل طابق الغرف و
تطلعت إلي اللوحة و هي تحاول إبعادها لتري الاسم مرة أخري ، فحركتها بصعوبة شديدة
لتري الاسم بالخط الأسود الثقيل "الجندرلاك" ...
************************
في مساء هذا اليوم غفت
"بولان" بعمق لم تعهده و لكن لم يفارقها صوت النبض بل و شعرت بشيء يطبق
علي أنفاسها ، يحاول أن يخلط أنفاسه بأنفاسها في مزيج يكاد يخنقها و الهوة تزداد
أتساعاً فتفقد قدرتها علي الحركة تفقد قدرتها علي الخلاص ، يهتز الفراش بجسدها
الصغير و تأن بصوت مكتوم ولا تسمعه تحاول فتح عينيها فلا تستجيب لها تحاول الصراخ
بصوت أعلي فلا يستجيب هو الآخر و يهتز جسدها الصغير بألم ، حتى فجأة يهدأ كل شيء و
تفتح عينيها لتبرح مكان ألمها فتري شيء و كأنه وشم تحت جلدها و لكنه غير ظاهر فقط
الدائرة الحمراء تظهر ، ضغطت بأناملها عليها فلا شيء لا تشعر بألم أو بشيء ، نهضت
من فراشها بتثاقل تجاه الحمام و لكن المجلد مفتوح علي صفحة اقتحامها لون الدم في
وقاحة بأرقام غريبة ...
"10406700701"
"3"
"1070050070701"
نظرت لهم بذعر و حدقت عينيها
علي أخرهما ، ثم أوقعت المجلد من بين أناملها المرتعش و هاوت أرضاً بجانبه متمنية
انتهاء ذلك الكابوس ...
ثم لمع العسل في عينيها عازم
علي كتابة قصة رعب لن يكتب أحداً مثلها ...
*********************
بدأت الباخرة ترسو ببطيء بقرب
أحدي الجزر المنعزلة تماماً ، رست بقرب من صخرة كبيرة و بدأ الجميع ينزل فوقها
ببطيء و تتضح معالم الجزيرة أيضا ، بدت جزيرة كبيرة مستديرة في وسط البحر مليئة
بالأشجار المهملة في وسطها منزل كبيرة أشبه بقلعة حصينة قديمة قاتمة نوافذه مغلقة
ومغطاة بالأتربة و يلتف حولها سور من الحجر الرمادي القاتم حتى أشجارها عطنة مهملة
فقدت لونها الأخضر و تحولت للون التراب .
وقفت "بولان" تنظر له
وهي خائفة ، خائفة منه أو من ما فعلته منذ أسبوع كامل عندما أخذت اللوحة الموضوعة
في الغرفة البيضاء إلي غرفتها خبأتها في خزانتها و لم تخرج من الغرفة من وقتها رغم
الكوابيس و الأرقام التي تلاحقها كل ليلة ، و قرارها بالكتابة ، بدئت بسرد كل ما
حدث و فتحت حاسوبها لتبحث عن "ساحرة الجندرلاك" و لم تجد شيء في الشبكة
العنكبوتية عن هذا الاسم أو الأرقام التي وجدتها و لم تجد شيئاً نهائياً ، وقفت
أمام البيت تتأمله بإحساس لم تعهده ...
" و أخيراً رأيتك
"بولا"
قال "أدم" تلك الجملة
لها بعد أن مر أسبوع لم يراها فيه ، ألتفتت "بولان" له و قالت بصوت هامس
:
"أنت لم تصدقني في شيء ، و
نهرتني عندما قولت لك أنه يوجد زومبي علي السفينة "
" هناك شيء يحدث و أنا
أعلم لكنه شيء لم يسبق لي مصادقته، ألا يجيب أن تعذرني؟ "
ابتسمت "بولان" و
اقتربت منه و همست :
"إذا هيا أخبرك بباقي ما
حدث كي تصاب بالجنون !"
سارت معه إلي دخل البيت وهي تقص
عليه كل شيء ، ولم يستطع إخفاء دهشته بعد ما قصته عليه و لكنه وعدها أن يبقي معها
حتى يكتشف السر وراء كل ذلك ، لم تستطع هي الآخرى إخفاء فرحتها بانضمام أحد إليها ،
وكان البحث في غرف البيت هي الخطوة الأولي فالموتى الأحياء يتركون باقي عظام
ورائهم و أيضا يكمن سر الأرقام في هذا المنزل
و اتفق معها علي لقاءها في التاسعة مساءً بعد أن ينام الجميع ...
******************
في التاسعة ماءً كان كل من
"بولان" و "أدم" ردهة الغرف في الطابق الثالث ، إن البيت مكون
من ثلاثة طوابق كل طابق يحمل خمس غرف و طابق أرضي به أربعة حجرات الأولي كانت
للطعام و الثانية كانت للجلوس و لم تعرف باقي الحجرات ، هبطوا إلي الطابق الثاني و
أختار "أدم" الغرفة الثالثة و أمسكها مقبضها ، فهتفت "بولان"
بعدم فهم:
"لم تدخل هذه الغرفة
بالذات؟"
لف "أدم"المقبض و هو
يقول بصوت منخفض :
" في هذه القلاع تكون غرفة
سيدة القصر في الطابق الثاني في الغرف الواسطة ، و نحن فيها "
نظرت "بولان"حولها
كانت غرفة كبيرة زرقاء بها فراش كبير مفروش من الحرير الأزرق التالف و في ركن
الغرفة اليمين مقعدين أشبه بمقاعد الملوك و في الجهة المقابلة درج صغير فيها بعض
الكتب و في وسط الغرفة لوحة كبيرة لسيدة في العشرينات ترتدي فستان أصفر كفساتين
العصور الوسطي معلق في رقبتها قلادة من الفضة بها دائرة داخلها قلب بنقطة يقابله
علي جانبي القلب من الخارج نقطتين موصلين بنقطة أعلي الدائرة في شكل حرف لاتيني
قديم .
كان "أدم" يعرف
الحروف اللاتينية لهذا أخبر "بولان"أنه حرف لاتيني ، سارت
"بولان" تفحص الغرفة لملاحظتها الشبه بين السيدة في هذه اللوحة و السيدة
في لوحة الغرفة البيضاء ، ذهبت إلي الفراش كان قديمة متهالك إلي حد الموت تركته و
ذهبت إلي المكتبة كانت به ثماني كتب ، الأول يحمل أسم " سحر صنع الموتى الأحياء" فتحته علي أحدي الصفحات و وجدت :
" منتصف ليلة قمرية في شهر
تموز تسمي " ليلة العيد الديني الخاص بصنع الموتى الأحياء " و هذه هي
الليلة المناسبة لصنع هذه الكائنات و إلغاء عقولهم وجعلهم تحت تصرفك إلي أبد
الآبدين "
الطقوس:
يقفون تسعة أفراد في دائرة
كبيرة متشابكى الأيدي حولهم حلقة شموع مضيئة مكونة من ألف شمعة حولها عشرة جماجم من
المقابر به نار تخرج من أعيونها ثم يبدءوا الغناء بالجماعي علي صوت قرع الطبول ..
في وسطهم ملكتهم الساحرة
و أمامها الشخص المقصود
ثم تخرج الساحرة من كيس أسود
خشن أفعى و تضعها فوق عنق المقصود مردده هذه الكلمات :
" يا أيها الخادم حورائيل
بحق كوديكا و أنطيل و بحق طب العزائم و
أسيادها أوكلك بأخذ عقل هذا الإنسان إلي وادي الظلام و تجعله خادمي المطيع إلي أبد
الآبدين .. الوحا الوحا ، العجل العجل ، الساعة الساعة "
و بعدها يتهز كل شيء من حولك و
ترتفع عنق المقصود ليخرج عقله إلي وادي الظلام و يصبح ملكاً للساحرة أبد الآبدين"
.
أما أماكن الطقوس فتكون في
"جبال القمر في وادي الملوك.. غرفة الهرم الخلفية قمة إفرست .. كهوف المحيط
"
أغلقت "بولان" الكتاب
و هي ترتب الأحداث ، صوت الطن و الطبول و اهتزاز السفينة و عدد المتسابقين تسعة و
أسفل الغرفة البيضاء كهف للمحيط ولكن من الساحرة ؟ و من كان الزومبي ؟ .. نظرت إلي
"أدم" عللها تجد الإجابة معه ولكنه كان لا يفهم شيئاً ، فوضعت الكتاب
مكانه و انتقلت للثاني الذي يحمل اسم " أغراض التراجم بالأرقام" لفت
انتبها فجذبته سريعاً و نظرت في الفهرس الخلفي واستوقفها فصل يسمي ( تكسير الحروف)
، فتحته و رأت فيه جدولاً بعدد الحروف الأبجدية و المقابل لها أرقام ...
أ
|
ب
|
خ
|
ف
|
ك
|
ج
|
م
|
ي
|
ت
|
ه
|
1
|
2
|
3
|
4
|
5
|
6
|
7
|
8
|
9
|
10
|
د
|
ث
|
ر
|
ق
|
س
|
ل
|
ص
|
ط
|
ع
|
ذ
|
20
|
30
|
40
|
50
|
60
|
70
|
80
|
90
|
100
|
200
|
ن
|
ز
|
و
|
ش
|
6
|
ض
|
6
|
غ
|
300
|
400
|
500
|
600
|
700
|
800
|
900
|
100
|
و أسفل الجدول دائرة كبيرة من
إطارين مبتعدين قليلاً داخلها دائرة أصغر
مقسومتين بأثني عشر خط مرقماً ومكتوب داخلهم حروف أو رموز غريبة ، وحول الإطار
الأول ثلاثين خط صغيراً بين الخطوات الكبيرة
و علي الإطار الثاني رموز الأبراج و أسمائهم تسمي (دائرة المعرفة) ،
بجانبهم جدول صغير به الأرقام و أسفلها الرموز ...
تكسير الحروف:
تحويل الحروف لأرقام هو نقل
نافِع لكشف بَواطن حروف الكلمة ، ثم وضعها في مربعات متساوية الخانات تدعي الأوفاق
مرسوم بحبر السحر ، هذه المربعات تملك قوة الفعل و التحريك و التأثير ن عن طريق
طاقة خفية نابغة من تسخير الجن ، تستخدم في خدمة جميع الأغراض عاليها و سافلها.
كل رقم هو جزء من معادلة حسابية
لها قوة خاصة تحمي من تعمل له أو تسحق من تعمل ضده ، فكاتبتها شيء قد تعني الحفظ
أو الهلاك ..
و يمكن أيضا معرفة تاريخ حياة
أي شخص بأخذ تاريخ الميلاد و اليوم المراد معرفته ثم أسم الشخص و تحويل حروفه
لأرقام ، ثم نكتب الأرقام و الحرف الرامز للشهر في قطعة قماش بيضاء و نضعها علي
الدائرة و تقول الآتي :
" أجيب يا خادم دائرة
المعرفة بحق سيدك و أحضر خادم الأبراج ليأتي لنا بالمراد عن أمر المقصود في التو والحال..
الوحا الوحا ، العجل العجل , الساعة الساعة "
تركت "بولان"الكتاب
من بين أناملها و ركضت إلي غرفتها أحضرت المجلد واللوحة وعادت إلي "أدم"
المذهول مما يحدث ، فتحت المجلد لتترجم الكلمات ...
الحجرة الثالثة.
اللوحة.
شهر تموز يوم الرابعة و العشرين
.
اتجهت صوب اللوحة و خلفها
"أدم" حاول تحريك اللوحة معها حتى أنزلها ، فحصتها "بولان"
بعناية لم تجد شيء فوضعت يدها خلف اللوحة شعرت بشيء مربع فمزقتها و أخضرت دفتر
للمذاكرات يحمل أسم "السيدة ماري ملبورن" بحثت بعينيها عن شهر تموز حتى
وجدته ثم يوم الرابعة والعشرين :
" بعد ظهور النقش الغريب
في أرجاء القصر و الكوابيس الذي ظلت تطردني و الأرقام المبهمة و اختفاء سكاني
الجزيرة ثم وجود جثثهم في أبشع ما يكون ، بحثت كثيراً حتى عثرت علي كتابين استطعت
منهما أن أصل للحل لغز الأرقام و شبح الموت الذي هدد سكان جزيرتي و اكتشفت الساحرة
التي تود أن تصبح ساحرة الجندرلاك و لكني لم اكتشف من هي بعد لكنني عثرت علي تلك
الورقة التي سوف تحضرها لي و ما يجعلني مطمئنة هو أنني لستٌ عذراء "
و أخذت "بولان"
الورقة الصفراء المتهالكة التي بالكاد حروفها تظهر :
القداس الأسود:
في هذا القداس يتم مراسم زواج
ساحر الظلام الأسود
"جريند" بإمبراطورة حسناء قوية
لتمنح لقب ساحرة الظلام السوداء، يركبون سفينة "الجيند" و يمرون بها
المحيطات فتلقي فيها التعاويذ لحمايتهم و بقائهم علي مر العصور بشروط حضور بعض
الأشياء و تنتقل الساحرة السوداء من جسد إلي أخر و تظل حسناء حتى سن الأربعين ..
و بعد مرور خمسة قرون تموت
الإمبراطورة
إلا إذا أحضرت دائرة التعويذ و
صورة لفتاة عذراء شابة و نقطة من دمائها و نقطة من دم الزومبي المسخر لها ، لتحوم
في جسد العذراء و تجدد مراسم الزواج من جديد لتحمل اللقب الأقوى "كاهنة
الجندرلاك"
و سمي هذا الزواج بالقداس
الأسود لأن بعد التضحية بعذراء حسناء و ظهور "كاهنة الجندرلاك" سوف تسيطر
علي جميع قبائل الجان و خدام الأسرار لتملك مفاتيح هذا العالم بأعلاه و سافله
"
ثم قلبت "بولان"
الورقة لتجد مكتوب بخط أسود ثقيل :
"فك الطلسم في لوحة
الإمبراطورة روزا لين سفير"
حدقتين أعينهما سارت كدائرة
كبيرة لن تغلق، من فرط كل ما حدث ...
" إذا "روزا لين
سفير" هي المنسقة"
قالت "بولان"تلك
الجملة بينما قال "أدم" بصوت يكاد يخرج من بين شفتيه :
"كيف عرفتِ؟"
"من الشبه بين اللوحة التي
أحملها للسيدة ذات الرداء الأحمر و وجه المنسقة عندما غضبت علي سام"
من بعد تلك الجملة ركضت
"بولان" إلي حيث اللوحة الثانية ومزقتها لتجد ورقة بيضاء كبيرة رسم
عليها ثلاثة دوائرة قسم خطين أفقين و عرضين الدائرتين الثانية والثالثة ثم قسم كل
مربع في الدائرة الثلاثة إلي ثلاثة أجزاء و الدائرة الثانية إلي جزاءين و الدائرة
الثالثة فارغة ...
كتب في الآثني عشر خانة في
الدائرة الثلاثة :
"إيخابيل،غسقابيل،حرنابيل
، دسفابيل،سهصائيل ،قافلئيل ،علقابيل ، جولقابيل،سكفابيل،مهرائيل، رارابيل،يشيابيل
"
و في الخانات الأربع في الدائرة
الثانية:
" روزا لينا سفير ، الناسك
جايكوب ، ألكيس ، بولان"
رفعت عينيها لتجد الثلاثة الذي
قالت أسمائهم للتو أمامها ، و بدأت تتضح أن المنشقة هي الإمبراطورة و المصور
الخادم و جعلوا "ألكيس" الزومبي أما العذراء فهي ...
" إن العمل كمصور يسمح لي
بالتقاط صورتك "
قال "جاك" تلك الجملة
بخبث واضح ، بينما أخذت "روزا لينا سفير" صورتها التي التقطها
"جاك" في أول الرحلة و وضعتها في الدائرة الصغيرة و أخرجت الصولجان
المنقوش بالنقش و قالت بصوت غليظ قوي :
"سوف يصبح جسدك لي "
لم تعرف "بولان" ماذا
تفعل و "أدم" قد شلت حركته تماماً ، لكن في لحظة تكون أمامها هائلة
بيضاء خرجت منها سيدة ترتدي فستان أصفر كانت سيدة هذا المنزل الذي مات فيه ، و
ابتسمت لها ابتسامة غريبة و أشارت لها بأن تجرح يدها و تسقط دمائها علي النقش
بالصولجان ، و حركت أناملها مثلما فعلت و
تساقط دماء ! فنبض النقش بقوة نبض من بين
ضلوعها و تمزق غطاء السلحفاة و اتنزع الثعابين من بعض و الصوت الغليظ يقول :
" لا .. لا .. لا .. رباط قدسية زواجي .. لا"
سقطت "بولان" مغشياً
عليها بجانب "أدم" ، ولم تري احتراق الساحرة و نظرات "ماري"
الخبيثة ...
*********************
فتحت عينيها بتثاقل شديدة تبحث
عن "أدم" ، إلي أن وجدته حولها مع باقي المتسابقين في حالة لا يرثي لها
و كأنهم كانوا علي حافة الهلاك ، نهضت ببطيء و هي تسأل :
"ماذا حدث؟"
ابتسم "أدم" و هو
يقول :
" لم أعرف أنكِ باحثة
ممتازة هكذا ، كيف عرفتِ أن الدماء السبب ؟ "
تذكرت "ماري" هي التي
أخبرتها و ليست هي ، فهمست قائلة:
"ليست أنا بل
"ماري" هي من أخبرتني ، أنا لم أفعل شيء حتى لم يكن معي ما أجرح به يدي
هي من جرحتني "
" مهما يكن هيا نغادر بيت
الأموات هذا فأنتي علي موعد لكتابة قصة رعب لن ولم تحدث"
ابتسمت "بولان" ونهضت
معه و هي تتحسس رقبتها لتجد قلادة من الفضة بها دائرة داخلها قلب بنقطة يقابله علي
جانبي القلب من الخارج نقطتين موصلين بنقطة أعلي الدائرة في شكل حرف لاتيني قديم ..
و صوت "ماري "يهمس في آذنها ...
" كان لابد أن تعرفي قراءة
أوراق التاروت لتعلمِ ما أريد أخبارك به .. إن ساحر الظلام لم ينفك رباطه مع
الإمبراطورة و يموت الناسك لتأتي إلي الشيطانة"ماري" ثم الموت .."
و دوت ضحكة أنثوية خبيثة بصوت لاذعة صوت ماري تابعتها
بجملةخبيثة :
" أريد أن أصبح
"كاهنة الجندرلاك"
تـمـت بحمد الله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق